وكالة مهر للأنباء، محمدجواد محمدي مجد: لقد مر 43 سنة على انتصار الثورة الإسلامية في تلك السنوات کان یعیش المسلم حالة من اليأس و کان یرى مجده وشوکته مسحوق من قبل الغرب والشرق.
مع انتصار الثورة الإسلامية، أدرك المسلمون أنه من الممکن أن يقفوا في وجه الغرب والشرق وبامکانهم تغيير المعادلات. إن الإخفاقات المتتالية للکیان الصهيوني والولايات المتحدة في المنطقة تظهر أن الثورة الإسلامية ألهمت المقاومة على المستوى الإقليمي والدولي.
وفي هذا الشأن اجرى مراسل وكالة مهر ندوة خاصة تحت عنوان "تأثير الثورة الاسلامية على المنطقة"، وتحدث في هذه الجلسة الخبير في شؤون المنطقة الدكتور "حكم امهز"، وتناولت الجلسة عدة نقاط كان اهمها ما يلي:
** تأثيرات انتصار الثورة الاسلامية على العالم الاسلامي والعربي خاصة بعد ايام النكسة عام 1967 والخيبة التي عاشها الانسان المسلم والعربي آنذاك الی حد الیأس
نحن نعلم انه في قاموس العالم الاسلامي والعربي ان القضية الفلسطينية هي قضية مركزية وما يُشكل حتى هذه اللحظات هي هذه القضية المحورية، واذا ما رجعنا الى زمن ما قبل انتصار الثورة الاسلامية بصورة عامة كان هناك احباط كبير جدا؛ دعنا نقول ان معنويات العالم العربي والاسلامي اصبحت في الحضيض، لماذا ؟ لانه كانت هناك نكبة الـ48 وبعد ذلك حصل العدوان على مصر في الخمسينات ومن ثم جاءت النكسة 67 وبعد ذلك تعلق العرب والمسلمون بجمال عبد الناصر الرئيس المصري كبطل قومي وقائد عربي، وعلقوا عليه الامال كثيرا لكي يعيد مجد الامة بتحرير فلسطين.
وفي عام 73 بالرغم من الانتصارات التي حصلت ولكن لم تكن بمستوى التطلعات، وبعدها جاءت وفاة عبدالناصر وقضت وحطمت كل الامال واحدثت احباطا كبيرا على مستوى العالم العربي والاسلامي، وبالتالي وجدنا هذا التقهقر الكبير جدا في العالم العربي حتى على مستوى القوميين والمقاومين اضف الى ذلك خروج مصر من الدول المعادية لإسرائيل وعقد اتفاقية كامب ديفيد.
عندما انتصرت الثورة الاسلامية رفعت معنويات من الارض الى السماء، وتغيرت كل الموازين والحسابات، حتى نذكر هنا بالمشاهد التي شاهدناها عندما زار ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني السابق والقادة الفلسطينيين الامام الخميني الراحل وقادة الثورة في ذلك الوقت، وكيف اعتبروا ان في هذه المرحلة المفصلية في تاريخ العمل الثوري لتحرير فلسطين خصوصا ان ايران كانت قد اعلنت قبل انتصار الثورة الاسلامية ان قضيتهم المركزية والاساسية هي القضية الفلسطينية. وعندما انتصرت الثورة الاسلامية الاسلامية اُسقط العلم الاسرائيلي.
**كيف كان العمل العربي المقاوم والعسكري ضد الكيان الصهيوني ؟
كان ضعيفاً جداً، فعلى المستوى الفلسطيني كان هناك انشقاقات في الداخل الفلسطيني، وهذه الانشقاقات كانت تغذيها الانظمة العربية، ولم يُقدم العرب الدعم العسكري للفلسطينيين ولم يتجرأوا لفعل ذلك، فقد كانوا يُقدمون اموالاً وكانت هذه الاموال كانت مشروطة ان هذه الاموال يجب ان تُستخدم في مشاريع مُعينة.
وبالتالي فيما بعد كشفت التقارير والوثائق انه كانت هناك عمالة كبيرة جدا من جانب الانظمة العربية؛ فكان الملك حسين في عام 1973 او مثل الملك المغربي في القمة العربية في اواخر الستينيات حين تم تسجيل الجلسة وقراراتها وتم ارسالها الى الاسرائيلين، هذه الامور اصبحت مكشوفة؛ فعمليا كانت المؤامرة منذ تلك الفترة.
اذا عاش الفلسطينيون هذا الاحباط وعاشوا هذه الهزيمة العسكرية على مُختلف المستويات؛ على المستوى العسكري العربي وعلى المستوى العسكري الفلسطيني، وكانت هناك بعض العمليات الفلسطينية التي كانت تُكشف وتفشل لانه كانت هناك بعض الاختراقات الامنية.
**دول المنطقة قبل وبعد انتصار الثورة الاسلامية
ولنبدأ منذ انتصار الثورة الاسلامية عام 1979 واذا اردنا ان نتحدث عن هذه الفترة وكيف كان الوضع وكيف اصبح بعدها فهناك عدة مؤشرات مهمة:
* لبنان
اول انجارات تحققت على المستوى العالم العربي والاسلامي، اولا؛ دعنا نبدأ بالمقاومة اللبنانية؛ المقاومة في لبنان حققت مُعجزة ومستحيل من المستحيلات لانها لاول مرة في التاريخ مجموعة من المقاومين المؤمنين وبدعم من ايران في عام 82 وبالرغم من الحرب الصدامية ضد الجمهورية الاسلامية قد ارسلت الجمهورية الاسلامية عام 82 الى لبنان مجموعة من القادة في الحرس الثوري لتدريب اللبنانيين وبالتالي رفعت المقاومة بعملياتها النوعية ضد الكيان الصهيوني من معنويات الفلسطينيين، وبدأ الامل الفلسطيني في الظهور من جديد المُتمثل في التحرير.
لذلك حقق حزب الله في لبنان مُعجزة من المُعجزات وطرد الجيش الاسرائيلي الذي لا يُقهر والذي هزم العرب في اكثر من مرة وفي ايام معدودة، ففي عدة ايام احتل ثلاث اجزاء من ثلاث دول عربية.
بعد ذلك في عام 2006 جاءت حرب تموز وسجل حزب الله انجازا عظيماً، فعدما تحرر لبنان عام 2000 كان هناك مقولة انه "لن نستطيع ان نحرر"، ولكن بعد ان حرر حزب الله لبنان من العدو الصهيوني اصبح هذا الامر ذا امكانية، بمعنى انه اصبح هناك نموذج للفسطينيين بأنه يمكن ان نحرر، ولم تعد هذه الفرضية الموجودة التي تقول بانه لا يُمكن هزيمة الاسرائيلي المعروف بالجيش الذي لا يُفهر، هذا على المستوى اللبناني.
الان اللبنانيون فرضوا المعادلات على اسرائيل، فالاسرائيل الان مُكبّل مُقيد لا يستطيع ولا يجرؤ على ان يقوم بأي عمل عدواني على لبنان، وقال احد رؤساء وزراء اسرائيل "نحن نستطيع ان نحتل لبنان بفرقة موسيقية" باعتبار ان لبنان ضعيف جداً، الان هذا لبنان الضعيف فرض معادلات عسكرية وغير عسكرية.
الان الاسرائيلي لا يتجرأ ان يخطو اية خطوة داخل الاراضي اللبنانية، بل ان اسرائيل اصبحت موقنة ان حزب الله يهددها وجودياً، اضف الى ذلك انه الخطر الاكبر عليها لانه يمتلك امكانيات عسكرية هائلة ونوعية، وهذه الامكانيات بين هلالين بين الجمهورية الاسلامية الايرانية "من الثورة الاسلامية".
اذا الان اصبح حزب الله ذا دور محلي واقليمي ودولي؛ هذا هو تأثير الثورة الاسلامية والجمهورية الاسلامية على لبنان.
* فلسطين
اما على المستوى الفلسطيني فقد قدمت الجمهورية الاسلامية الايرانية كل امكانيات الدعم للفصائل الفلسطينية المقاومة، وبالتالي هي دعمت عسكريا وماديا ونوعيا الى اصبح الفلسطينيون الى مرحلة فرض المعادلات من جانب المقاومة الفلسطينية على اسرائيل، وبالخصوص معركة سيف القدس كانت معركة مفصلية بين الطرفين، وبالتالي المقاومة الفلسطينية استطاعت ان تُكبد الاسرائيلي خسائر فادحة وتلحق به هزيمة كبيرة.
اضف الى ذلك ان المقاومة الفلسطينية اصبحت تُشكل خطرا على اسرائيل بعد ان كانت لا تُشكل ذلك الخطر الكبير على اسرائيل.
* على المستوى الاسرائيلي
على المستوى الاسرائيلي كان شعار اسرائيل "ارض اسرائيل من الفرات الى النيل"، الان ماذا يفعل الاسرائيلي؛ الان اسرائيل على الحدود اللبنانية بدأت تقيم اسوار (اسرائيل تسوّر وتقيد نفسها)، وفي الضفة الغربية وضع جدرانا تعزلة، ومع غزة بنا جدراناً كبيرة؛ بمعنى ان هذا المشروع سقط بسبب تغيّر المعادلات على ارض الواقع، وتغيّر هذه المعادلات اولا ياتي بفضل الثورة الاسلامية التي هي الوحيدة التي تقف وتقول بكل جرأة وشجاعة "نحن ندعم القضية الفلسطينية بالمال والسلاح وبكل شئ".
* المُتغيرات على مستوى المنطقة والعالم
شكّلت الجمهورية الاسلامية محور اسمه محور المقاومة والممانعة؛ هذا المحور ماذا فعل ؟، لقد حقق هذا المحور مُعجزات على مستوى المنطقة؛ فقد كانت هناك حرب كونية في سوريا، وشاركت اكثر من 126 دولة لاسقاط النظام السوري وتقسيم سوريا، فقد دعموا وقدّموا كل الامكانيات واللوازم على المستوى التكنولوجي والمادي والعسكري واللوجستي والاستخباراتي للجماعات الارهابية حتى على مستوى العقيدة التكفيرية وهذه اخطر ما يكون.
ولكن في المقابل كانت هناك عقيدة محور المقاومة اكبر منهم بكثير ولولا ذلك لاجتاحت داعش اوروبا.
وفي سوريا بفضل محور المقاومة انتصرت وهزمت الحرب الكونية التي فُرضت عليها، وفي العراق ايضا كانت هناك حرب كونية تكفيرية ايضاً انتصر محور المقاومة؛ "من كان يقود المعارك في العراق وسوريا ؟ ايران".
الان في اليمن هناك تحالف دولي ضد هذا الشعب اليمني الفقير الا ان الشعب اليمني انتصر في النهاية، هذا المحور (محور المقاومة) شكّل قوة هائلة جداً استطاع ان يفرض نفسه بقوة في المعادلات الدولية، وبات يحسب له الف حساب، لذلك اسرائيل ترتعد خوفاً من هذا المحور.
فيما يخص النووي الايراني؛ لو كانت ايران ضعيفة فهل كانت امريكا واسرائيل ان تتركها دون ان تغزوها ؟! بالطبع لا، لان افغانستان كانت ضعيفة وغُزيت مباشرة والعراق ايضاً. فليس هناك انسانية عند امريكا او اسرائيل. ولتكن هي عملية توازن الردع.
استطاعت الجمهورية الاسلامية مع محورها ان تُشكل قوة توازن ردع مع القوى العظمى في العالم، وبالتالي فرضت نفسها في المعادلات الدولية وغيّرت المعادلات الدولية؛ فمن كان يتكلم عن ايران قبل الثورة الاسلامية على مستوى العالم ؟ لا احد.
فبعد ان حدثت هذه المُتغيرات اصبحنا الان في مرحلة تحول مفصلي وتاريخي، اضف الى ذلك انه اصبت الدولى العظمى تخطب الجمهورية الاسلامية ومحور المقاومة. فالروسي في سوريا لا يستطيع ان يحسم معركة من الجو لذلك برز دور محور المقاومة على الارض وبالتالي دخل محور المقاومة الى سوريا قبل الروسي.
الان الروسي اصبح يأتي الى الايراني والصيني ايضا والامريكي يأتي الى الايراني، فامريكا تحاول ان تقطب الايراني بأية طريقة فيما يتعلق بالاتفاق النووي.
واذا اردنا ان نتحدث في هذا الاطار؛ الان هناك تحول على المستوى الدولي بمهنى ان هناك افول للقطبية الاحادية في العالم، والافول للقطبية الاحادية في العالم يعني استهداف للوجود الامريكي على مستوى العالم وعلى مستوى النفوذ، الان الامريكي يعتبر ان المعركة الاساسية والرئيسية والاستراتيجية مع الروسي والصيني ليس مع الايراني وليس مع الاطراف الاخرى، لذلك الامريكي يحاول ان يستقطب الى جانبة ما امكن من الامكانيات وادوات لمواجهة الصيني والروسي، فهو يعتبر انه اذا استطاع ان يُحيد ايران من المعركة يكون قد حقق انجازا كبيرا.
وروسيا والصين يحاولون بشتى الطرق ان تبقى ايران معهم قبل ان يخسروها في هذه المعركة الكبرى، وكلنا سمعنا بالبيان الرسمي الصادر عن اجتماع الرئيس الروسي والصيني، فقد كان بيانا تاريخيا مفصليا، فقد جاء به ان العلاقات الدولية تدخل حقبة جديدة، الان اصبح العالم في مرحلة تعدد القطبيات.
واذا اردنا ان نتحدث عن العلاقات الدولية نتحدث عن توازن الردع، فالولايات المتحدة لو كانت قادرة على استهداف الروسي والصيني لاستهدفتهما، لكن قوة الردع هب التي حفظت التوازن، لذلك البيان اتهم الولايات المتحدة الامريكية بزعزعة الامن والاستقرار العالميين من خلال عدة محاولات.
وبالتالي هذا الذي من اجلة اُنشئت الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي انه وفقا لنظرية الامن الجماعي على هذا الاساس طُرحت النظرية الليبرالية، وبالتالي اصبح كل فريق يُحاول ان يأخذ الى جانبة من امكانات على مستوى دول او جهات او امكانات عسكرية او غيرها.
هذه التحولات التي حصلت في المنطقة والتي ادت الى ما ادت اليه على مستوى المواجهة وعلى مستوى التحدي والموقعية وعلى مستوى هزيمة المشاريع الامريكية والاسرائيلية في المنطقة "من حققها ؟" الثورة الاسلامية في ايران.
الامام الخميني قدس سره قال ان "كل ما لدينا هو من عاشوراء"، انا اقول ان كل ما لدينا من الامام الخميني، لان الامام الخميني هو امتداد لعاشوراء، بمعنى انه لولا ثورة الامام الخميني هل يُمكن ان تحقق الامة الاسلامية والعربية ما حققته من انجازات في هذه الفترة الزمنية القصيرة ؟.
وعلى المستوى الداخلي فالثورة الاسلامية نقلت الدولة الايرانية الى مصافي الدول الاولى في العالم على المستوىات التكنولوجية والتنموية والطبية والعلمية و.... وهذه ايضا انجازات عظيمة جدا لم تكن موجودة سابقاً.
وبالتالي فان الانجازات التي تحققت هي انجازات عظيمة جدا ويُشهد لها، وبطبيعة الحال هناك الكثير مما كُتب وسيُكتب عن هذه الثورة الاسلامية وانجازاتها على مستوى العالم وحتى على مستوى القضية الفلسطينية، فالقضية اصبحت عندما يتم طرحها يُذكر اسم ايران.
** مقولة ان علاقات الجمهورية الاسلامية تقتصر على الشيعة
* على مستوى لبنان
ليس حزب الله وحدة هو من يُقيم علاقات مع الجمهورية الاسلامية فقط، بل ان ايران قد نسجت علاقات مع القوى المسيحية مثل التيار الوطني الحر، وعلى مستوى السنة ايضا لها علاقات قوية جدا، وعلى مستوى الدروز لها علاقات ايضاً، وبطبيعة الحال لها علاقات جزئية ايضاً؛
فالمسيحيون في لبنان لهم اربع اطراف اساسيين؛ التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب وتيار المردة.
حزب الله له علاقات قوية مع التيار الوطني الحر، ايضاً الجمهورية الاسلامية لها علاقات قويه مع التيار الوطني الحر ومع تيار المردة.
وعلى مستوى الدروز هناك شخصيات اساسية مثل طلال رسلان ووئام وهاب وفيصل الداوود قريب جدا الى محور المقاومة و الى الجمهورية الاسلامية.
وعلى مستوى السنة فبالانتخابات الماضية اتت اصوات السنة بنسبة خمس وثلاثين بالمئة الى حلفاء حزب الله.
اذا على مستوى الداخل اللبناني فايران لديها علاقات قوية جداً مع كافة التيارات والاحزاب، اضف الى انه عندما تُقدم الجمهورية الاسلامية المساعدات للبنان فانها تقدم هذه المساعدات للجميع دون استثناءات.
* على مستوى المنطقة
علاقات ايران كانت جيدة مع السودان، ومع حركة المقاومة الاسلامية حماس ومع جميع القوى الفلسطينية، وهذا يدل على ان ايران لا تتعامل على اساس المذهب، اضف الى ذلك ان لها علاقات ايضا مع الزيديين و...
حتى على المستوى المسيحي فعلاقاتها مع ارمينيا وكانت داعمة لها.
الجميع يتهم ايران بمحاولة التمدد في المنطقة، وان كل ما تقوم به ايران هو التمدد ومحاولة السيطرة على المنطقة؛ اذا اردنا ان نتحدث بالمنطق الاسهل فان ايران تستطيع ان توفر كل العقوبات التي فرضت عليها وتضعها جانبا وتستطيع ان توفر كل هذه الاثمان الباهظة التي دفعتها وتضع يدها بيد اسرائيل وامريكا وتحكم المنطقة اليس هذا صحيحا، وهذا يتحذ كل الاقاويل التي تقول ان هدف ايران هو السيطرة والهيمنة و....، ولو كان هذا هدفها لكانت انجزته في فترة وجيزة.
في المقابل الموقف التي اتخذته ايران في دعم القضية الفلسطينية والقضايا الاسلامية فان ايران ما زالت تدفع اثمانا باهظة الى يومنا الحالي. اليس ذلك حقيقة. وبناء على ما تم ذكرة فان المفروضة على ايران، وليس خفيا على احد ان افتك الاسلحة هي الحرب الاعلامية والمذهبية التي اطلقت على الجمهورية الاسلامية.
** المبادرات الايرانية
قدمت الجمهورية الاسلامية عدة مبادرات للمنطقة بشكل عام ولبنانا بشكل خاص عدة مبادرات بتمويل الجيش وتقديم الكهرباء و.... ولكن الامريكي اجبر الحكومة اللبنانية على رفض هذه المبادرات بشكل قاطع.
اضف الى ذلك المبادرات التي قدمتها ايران للمنطقة مثل مبادرة سلام هرمز، ومبادرة الجمهورية الاسلامية لمبادرة توقيع اتفاقية تعهّد عدم اعتداء، ومعاهدة الاستراتيجية الامنية للمنطقة.
ولكن ايران لم تجد اذان صاغية لها، فما المطلوب من ايران وما الذي يجب ان تفعله.
الموضوع هو "استهداف ايران"، وخلق عدة للمنطقة لتبقى بعض الدول في حالة خوف لتبقى على علاقة مع امريكا واسرائيل ولكي تقوم امريكا ببيع اسلحتها لهم، اضف الى ذلك لكي يبقى المُبرر الاساسي هو لشرعنة وجود الامريكي في المنطقة.
لذلك هم يستخدمون اخطر سلاح وهو "سلاح المذهب" ضد الجمهورية الاسلامية، وهذا شاهدناه في اوروبا في الحروب الصليبية.
** استخدام المذهب كسلاح فتاك
في السبعينات عندما كان الاتحاد السوفيتي في افغانستان لم يكن هناك اية داع لفتح حرب مذهبية، فاتت امريكا وخلقت جماعة القاعدة ووضعت الالحاد في عقولهم وزرعتهم في افغانستان وكان الاعلام الامريكي يصفهم بالمجاهدين العرب.
اضف الى ذلك الحرب بين ايران والعراق لم تستخدم امريكا سلاح المذهب بل استخدمت سلاح القومية "الفرس والعرب"، وعند تقسيمهم للدول العربية استخدموا العقيدة الجغرافية.
وبعد ذلك اتو للشيعة وللسنة، فعندما حقق حزب الله المستحيل وطرد الاحتلال الصهيوني، وعندما انتصر بحرب الـ 2006 صُدم العالم اجمع، وحتى يتم تفعيل الحرب المذهبية تم قتل رفيق الحريري. وتم اضعاف شعبية حزب الله في العالم.
وذهبوا الى ابعد من ذلك بخلقهم للفكر التكفيري الداعشي الذي يُكفر نفس المذهب فقاموا بقتل بعضهم تحت عنوان المذهب في سوريا والعراق. ولو انهم لم يستخدموا هذا السلاح "السلاح المذهبي" لما تمكنوا من الدخول الى سوريا والعراق.
ولكن بالرغم من استخدمامهم لاخطر الاسلحة واقواها الا ان فكر ونهج الثورة الاسلامية انتصر.
فبعد مرور ثلاثة واربعين سنة على انتصار الثورة اصبحت هذه الثورة رقم صعب في المعادلات الدولية، ولا يُمكن رسم اي خطط في المنطقة ويتم تجاهل ايران. بل اننا قادمون على تحولات تاريخية في المنطقة على مستوى خرائط التحالفات السياسية والاقطاب في العالم.
/انتهى/
تعليقك